من أمطار حامض الكبريتيك إلى رياح الميثان الأسرع من الصوت، ستحتاج إلى أكثر من سترة مضادة للماء لمواجهة الطقس المتطرف على الكواكب الأخرى.
وجد علماء الفلك أن الطقس أكثر تطرفاً في الكواكب الأخرى وفي أعماق الفضاء، وفقا لتقرير شبكة بى بى سى عربية .
دعونا نبدأ بالقرب من كوكبنا، وبالتحديد مع كوكب الزهرة المجاور، الذي يعد المكان الأكثر قسوة في النظام الشمسي للدرجة التي تجعله يوصف بأنه قطعة من الجحيم.
ويشير العلماء إلى أن الأجواء على كوكب الزهرة كثيفة وتتكون في الغالب من ثاني أكسيد الكربون، وأن الضغط الجوي هناك أكثر بـ90 مرة من الضغط الجوي على الأرض.
ويحبس هذا الغلاف الجوي الكثير من أشعة الشمس، وهو ما يعني أن درجات الحرارة على كوكب الزهرة يمكن أن تصل إلى 460 درجة مئوية، لذلك سوف تغلي في غضون ثوانٍ إذا ذهبت إلى هناك.
لكن إذا كان هذا لا يبدو مؤلمًا بدرجة كافية، فإن المطر على كوكب الزهرة يتكون من حمض الكبريتيك شديد التآكل، والذي من شأنه أن يحرق جلد أي مسافر بين النجوم بشدة.
وبسبب درجات الحرارة القصوى على سطح هذا الكوكب، فإن هذه الأمطار تتبخر قبل أن تهبط.
لكن الأمر الأكثر غرابة هو وجود "ثلج" على كوكب الزهرة، إنه بالتأكيد ليس من النوع الذي نعرفه على الأرض، لكنه يتكون من بقايا الصقيع البازلتية للمعادن التي تتبخر بفعل الغلاف الجوي.
وفي الطرف الآخر من نظامنا الشمسي، هناك كواكب غازية عملاقة مثل أورانوس ونبتون. ويعد نبتون، وهو أبعد كوكب عن الأرض، موطنا لسحب الميثان المتجمدة وأعنف الرياح في النظام الشمسي.
وبسبب تضاريس الكوكب المسطحة إلى حد ما، لا يوجد ما يبطئ من سرعة رياح الميثان الأسرع من الصوت والتي يمكن أن تصل سرعتها إلى 1500 ميل في الساعة.
وبالإضافة إلى القدرة على سماع كسر حاجز الصوت، فإن زيارة هذا الكوكب ستمكنك من رؤية المطر الماسي، وذلك بفضل الكربون الموجود في الغلاف الجوي والذي يجري ضغطه. لكن لا داعي للقلق بشأن تعرضك للحجارة المتساقطة، لأنك ستتجمد على الفور بمجرد وصولك إلى هناك.
يقول توم لودين، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة وارويك ومتخصص في دراسة عالم الأرصاد الجوية بين المجرات وتتمثل وظيفته في معرفة الظروف الجوية على الكواكب الأخرى: "الغلاف الجوي العلوي لكوكب الزهرة هو في الواقع أحد أكثر الأماكن الصالحة للعيش في النظام الشمسي، بعد الأرض"، مشيرا إلى أنه فوق سحب حامض الكبريتيك، هناك نقطة يكون فيها الضغط مساويًا للضغط على كوكب الأرض.
ويضيف: "لن تكون قادرًا على التنفس هناك، لكن يمكنك أن تتخيل أن تكون داخل منطاد كبير للهواء الساخن أو شيء مليء بالغلاف الجوي للأرض، وإذا كان لديك قناع أكسجين، فمن المحتمل أن تكون على ما يرام هنا وأنت تردي قميصا وسروالا قصيرا".
ويتخصص لودين في دراسة الكواكب الخارجية (تلك الموجودة خارج نظامنا الشمسي والتي تدور حول الشمس)، ولا سيما الكوكب الذي يحمل اسم "إتش دي 189733 بي". فهذا الكوكب الأزرق الذي يبعد حوالي 63 سنة ضوئية مرشح جيد ليكون الطقس عليه هو الأشد قسوة بين جميع الكواكب الأخرى.
قد يبدو هذا الكوكب جميلا من حيث الشكل، لكن أحواله الجوية سيئة للغاية، إذ تصل سرعة الرياح إلى 5000 ميل في الساعة (أقوى سرعة مسجلة على سطح الأرض هي 253 ميل في الساعة)، كما أنه أقرب إلى الشمس بمقدار 20 مرة مما نحن عليه الآن، وبالتالي تصل درجات الحرارة هناك إلى 1600 درجة مئوية - أي ما يعادل مستوى الحمم البركانية المنصهرة.
يقول لودين: "ستتبخر الصخور الموجودة على كوكبنا إلى سائل أو غاز هناك"، كما أن الأمطار هناك تتكون من الزجاج المصهور.
يقول لودين إن هناك كواكب مماثلة في الحجم والكتلة لكوكب الأرض تدور حول النجوم القزمة الصغيرة أو ما يعرف بـ "القزم الأحمر"، لكن لا يعرف ما إذا كانت هذه الكواكب صالحة للعيش عليها أم لا.
ولكي يكون الكوكب دافئًا بدرجة كافية وبه ماء سائل على سطحه، يجب أن يكون الكوكب "مغلقًا تدريجيًا" - كما هو الحال بالنسبة لقمرنا على الأرض، هذا يعني أنك ستحصل على جانب بضوء النهار دائما، والجانب الآخر ليلا دائما.
ويضيف: "عندما تصنع نماذج بالكمبيوتر لمثل هذه الكواكب، فإن بعض الأحداث الكبرى على مستوى الأعاصير سوف تنتقل من جانب النهار إلى الجانب الليلي، فأي مياه سائلة على جانب النهار سوف تتبخر إلى غيوم وتتطاير إلى الجانب الليلي وتتجمد وتتساقط الثلوج، سيكون لديك جانب مثل الصحراء والجانب الآخر مثل القطب الشمالي".
وخلاصة القول أنه لا يوجد مكان آخر مثل كوكب الأرض!